قال: (وأما استكماله فما روي: ( لا يستكمل عبد الإيمان كله حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وحتى يقدم الصلاة في اليوم الدجن ) واليوم الدجن: هو اليوم الممطر البارد، كما قال طرفة :
وتقصير يوم الدجن والدجن معجب                        ببهكنة تحت الطراف المعمد
وكل رواية جاء فيها: ( لا يؤمن ) هي بمعنى: لا يستكمل الإيمان الواجب، مثل حديث: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )، وحديث: ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين )، وحديث: ( والله لا يؤمن، والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه )، وهكذا، فكل ما جاء بهذا فالمقصود به أنه لا يستكمل حقيقته، وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: [إن للإيمان شرائع وفرائض، فمن استكملها فقد استكمل الإيمان] ذكره البخاري تعليقاً.
فالاستكمال وارد في عدة أحاديث وآثار إما باللفظ وإما بالمعنى، وفي هذا دليل على أن الإيمان له درجات متفاوتة، فمن المؤمنين من يبلغ الكمال، ومنهم من لا يبلغ ذلك.